ما الفرق بين الكي بالتبريد والكي بالكهرباء؟

تُعد تقنيات الكي بالتبريد والكهرباء أفضل التقنيات الحديثة في علاج الزوائد الجلدية والسنط وغيرهما، لكن قد يفضل الأطباء في مجمع الدوحة الطبي أحد الطريقتين على الأخرى لعلاج نفس السبب، فما الفرق بين الكي بالتبريد والكي بالكهرباء وأيهما أفضل؟ وما مدة الشفاء بعد الكي بالكهرباء والتبريد التي يحتاجها المريض لممارسة حياته الطبيعية. كل هذا وأكثر في السطور التالية فتابعونا… 

ما الفرق بين الزوائد الجلدية والسنط؟

قبل أن نتطرق للإجابة عن الفروقات بين طرق الكي وبعضها، لا بد أن نفهم الفرق أولًا بين الزوائد الجلدية والسنط حتى نعرف أي التقنيتين أفضل في علاجهما

• الزوائد الجلدية:

هي مجرد أنسجة بارزة من الجسم على السطح الخارجي له، ولا تسبب أي ألم، لكنها قد تسبب الحكة والحساسية عند تلامسها مع الملابس، كما أن بعضها قد يكون له مظهر غير جيد مسببًا للانزعاج.

• السنط:

يُعرف أيضًا باسم الثآليل الجلدية وهي كتل نسيجية أيضًا بعضها مؤلم مثل سنط القدم، ويحدث بسبب فيروس الورم الحليمي البشري، ولذلك فهي معدية ويجب التخلص منها إن لم تشفى من تلقاء نفسها للحد من انتشارها في أماكن أكثر من الجسم.

 من الشائع بين الناس أن كي السنط بالكهرباء يؤتي بنتائج أفضل من الكي بالتبريد، فما حقيقة ذلك؟ وهل الكي الكهربائي يترك اثر إن كان عدد السنط كثير أم هو مجرد أكذوبة لا أساس لها من الصحة؟

ما الفرق بين الكي بالتبريد والكي بالكهرباء؟

يُعد كلاهما تقنيات حديثة لعلاج الأمراض الجلدية الشائعة بالأخص إزالة الزوائد الجلدية والسنط، لكن يختلف كل منهما في عدة أمور سنوضحها الآن.

• الكي بالتبريد: 

هو إجراء علاجي يستخدمه الأطباء لإزالة الزوائد الجلدية غير المرغوب فيها أو السنط عن طريق تعريض تلك الأنسجة لدرجة حرارة بالغة البرودة باستخدام النيتروجين السائل الذي تصل درجة حرارته إلى -195 درجة مئوية الموجود داخل جهاز يسهل التحكم فيه من قبل الطبيب مما يساعده على الخروج بنتيجة أفضل، فما شكل جهاز الكي بالتبريد؟

يشبه شكل جهاز الكي بالتبريد المسدس، ويتكون من 3 مكونات رئيسة:

• أسطوانة تحتوي على النيتروجين السائل.

• صمام أمان.

• البروب (يشبه الأنبوب) لخروج النيتروجين السائل من خلاله.

يضغط الطبيب الزناد الموجود في الجهاز والذي يساعد على خروج النيتروجين السائل، ويوجهه على المنطقة المصابة لعدة دقائق، مما يسبب الشعور بالتنميل والألم أثناء الكي، لكن سرعان ما يزول هذا الشعور في وقت قصير.

نتيجة لهذا الإجراء تتجمد الخلايا وتموت، وبعد أيام قليلة تتقشر وتقع من تلقاء نفسها أو بواسطة الطبيب، وعادةً لا يترك هذا الإجراء أي أثر بعد الشفاء، فهل الكي الكهربائي يترك اثر أم مثله مثل الكي بالتبريد؟

• الكي بالكهرباء:

لا يختلف هدفها كثيرًا عن الكي بالتبريد إذ أنه يستخدم أيضًا لإزالة الأنسجة غير المرغوب فيها مثل الزوائد الجلدية والسنط، لكن عبر استخدام تيار كهربي لتوليد الحرارة وتوجيهه نحو تلك الأنسجة لإزالتها، فهل الكي الكهربائي يترك اثر كنتيجة لتلك الحرارة؟

بالفعل قد يترك الكي بالكهرباء اثر  نتيجة عدم ضبط التيار الكهربي بشكل صحيح، مثل الحروق أو تغير لون الجلد سواء بلون أفتح أو أغمق من درجة الجلد الطبيعية، وبالرغم من ذلك يُعد هذا الإجراء من الإجراءات الآمنة إذا اُتبعت الخطوات الصحيحة لإجراءه؛ لذا يُفضل التعامل مع مراكز وأطباء ذو سمعة جيدة في هذا الإجراء.

إن قارنا بين شكل جهاز الكي بالتبريد وجهاز الكي بالكهرباء، نجد أن رغم اختلافهم في الشكل والمضمون إلا أن الاثنان يتميزان بسهولة ودقة الاستخدام، لكن لماذا يفضل البعض كي السنط بالكهرباء عن التبريد؟

لا يمكن الجزم بأن كي السنط بالكهرباء أفضل من الكي بالتبريد، إذ أن كل طبيب يتبع مدرسة خاصة تفضل أحد الطريقتين بالإضافة إلى خبرته العملية في استخدامهم أو بقول آخر أكثر واقعية وموضوعية، هو أن الطبيب يقييم حالة المريض وشكل السنط ويقرر إذا كان يحتاج لكي السنط بالكهرباء أو بالتبريد.

نعد مرة أخرى للإجابة عن سؤالنا الرئيسي في هذا المقال "ما الفرق بين الكي بالتبريد والكي بالكهرباء؟

بدأ حديثنا قبل قليل عن المضاعفات المحتملة ضمن إجابتنا عن السؤال الشهير: "هل الكي الكهربائي يترك اثر؟"، لكن لم نستكمل حديثنا عن المضاعفات الأخرى التي قد يمكن أن تحدث، إذ أن الكي رغم أنه آمن إلى حد ما، لكن مثله مثل أي إجراء آخر قد يسبب بعض المضاعفات، مثل:

مضاعفات الكي بالكهرباء:

تستدعي تلك المضاعفات التوجه إلى الطبيب لاستشارته، وهي:

• العدوى: قد يسبب العدوى البكتيرية خاصةً عند كي السنط بالكهرباء.

• مشكلات بالقلب للمرضى الذين يستخدمون أجهزة تقويم نظم القلب.

• فشل الكي ونمو الأنسجة غير المرغوبة مرة أخرى.

• الحروق في حالات استخدام درجات حرارة عالية.

• الألم المستمر رغم تناول المسكنات.

على الرغم من احتمالية حدوث تلك المضاعفات إلا انه يجب انتظار مدة الشفاء بعد الكي بالكهرباء الطبيعية، حتى تشفى تلك المضاعفات من تلقاء نفسها، وهي:

• تلون الأنسجة بلون غير لون الجلد الطبيعي.

• انتفاخ الجلد.

مضاعفات الكي بالتبريد:

مثلها مثل مضاعفات الكي بالكهرباء، فهي تستدعي التوجه للطبيب، وهي:

• ظهور البثور والتقرحات مما قد يسبب ألمًا شديدًا أو عدوى.

• التندبات خاصةً إذا استخدم التبريد مدة طويلة فقد تتأثر الأنسجة السليمة.

• تغير لون الجلد إلى اللون الأبيض.

• الاحمرار.

كم هي مدة الشفاء بعد الكي بالكهرباء والكي بالتبريد؟

لا تختلف مدة الشفاء بعد كي الكهرباء عن الكي بالتبريد، فغالبًا ما تستمر مدة الشفاء بعد الكي بالكهرباء قرابة أسبوعين إلى أربع أسابيع، لكن كي التبريد لا يستغرق أكثر من 3 أسابيع حتى يشفى تمامًا.

على الرغم من أن مدة الشفاء بعد كي الكهرباء قد تصل إلى 4 أسابيع، إلا أن أغلب المرضى يمكنهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي خلال تلك الفترة، لكن يُنصح بالحفاظ على نظافة الجرح ووضع ضمادة عليه حتى لا يتلوث ويسبب العدوى.

كذلك الحال مع كي التبريد، فقد يسبب ألمًا ووخزًا بسيطًا لمدة 3 أيام بعد الإجراء، لكنه لا يعيق المريض عن ممارسة حياته العادية، مع العلم أن تلك الفترة قد تستمر مدة أطول عند مرضى السكري.

نصل إلى أخر ما يمكن ذكره للإجابة عن سؤال: "ما الفرق بين الكي بالتبريد والكي بالكهرباء؟"، وهو توضيح عدد الجلسات التي يحتاجها المريض، وأيهما أفضل بشكل عام.

كم عدد الجلسات التي يحتاجها المريض؟

تختلف عدد الجلسات للكي بالتبريد حسب الضرر الواقع على الأنسجة فيمكن أن يصل عددها إلى 4 جلسات أو أكثر لإزالة 50%-70% منها، أما الكي بالكهرباء لا يحتاج غالبًا سوى جلسة واحدة.

أيهما أفضل الكي بالتبريد أم بالكهرباء؟

كما ذكرنا أن كلا الطريقتان فعالتان، لكن يتميز الكي بالتبريد بأنه سهل الاستخدام ولا يحتاج إلى استخدام التخدير الموضعي، كما أنه لا يترك أي تشوهات بعد إجرائه، على عكس الكي الكهربي الذي يحتاج إلى وضع مخدر موضعي على المنطقة المصابة، وقد يترك ندب دائمة على الجلد، لذا يفضله أغلب الأطباء عن كي السنط بالكهرباء.

ختامًا

نحاول أن نكون استوفينا الإجابة على السؤال الأهم في مقالنا "ما الفرق بين الكي بالتبريد والكي بالكهرباء؟"، وذلك بذكرة كافة الفروقات المميزة لهم بدءً من الآثار التي يسببها كل منهما، إلى مدة الشفاء بعد الكي بالكهرباء والتبريد، وحتى اختلاف شكل جهاز الكي بالتبريد عن الكهرباء، وفي النهاية يرجع القرار لطبيبك في تحديد التقنية المناسبة لحالتك للحصول على أفضل نتيجة.