علاج حصوات الكلى… سر الخطة العلاجية الفعالة

علاج حصوات الكلى لم يعد مجرد خطوة طبية مؤقتة لتخفيف الألم، بل أصبح مسارًا علاجيًا متكاملًا يعتمد على التشخيص الدقيق، واختيار الطريقة الأنسب حسب نوع الحصوة وحجمها وموقعها داخل الجهاز البولي.

ومع تكرار الإصابة لدى كثير من المرضى، ظهرت تقنيات متعددة تبدأ من العلاج التحفظي، وتمر بالتفتيت بمختلف أنواعه، وصولًا إلى التدخلات الجراحية الدقيقة.

وفي هذا المقال، نقدم لك دليلاً شاملًا لفهم ما هو علاج حصوات الكلى وكل جوانبه، بداية من الأعراض، مرورًا بخيارات العلاج المختلفة، وحتى طرق الوقاية منها وسنعرف أيضًا:

• متى تكون حصوات الكلى خطيرة؟

• أنواع حصوات الكلى وتأثير كل نوع على طريقة العلاج

• كيفية علاج حصوات الكلى؟

• افضل علاج تفتيت حصوات الكلى

• عملية تفتيت حصوات الكلى بالمنظار

• عملية ازالة حصوات الكلى

ما هو علاج حصوات الكلى؟

علاج حصوات الكلى يشمل مجموعة متكاملة من الخيارات الطبية التي تهدف إلى إزالة الحصوة وتخفيف الأعراض، ومنع المضاعفات مثل انسداد الحالب أو تكرار الإصابة، ويتم تحديد طريقة العلاج المناسبة وفقًا لعوامل متعددة، منها:

• حجم الحصوة

• موقعها في الكلية أو الحالب أو المثانة

• مدى تكرار الأعراض أو وجود عدوى

• طبيعة تكوين الحصوة (كالسيوم، حمض يوريك، ستروفيت… إلخ)

أما عن الخيارات العلاجية الأساسية فتشمل:

• العلاج التحفظي

ويكون في الحالات البسيطة، ويوصي فيه الطبيب بالانتظار مع المتابعة، خاصة إذا كانت الحصوة أقل من 5 مم، ويتم تشجيع المريض على شرب 2.5 لتر من الماء يوميًا، ويصرف له مسكنات للألم وأدوية موسعة للحالب للمساعدة في خروج الحصوة طبيعيًا

• العلاج الدوائي

مثل أدوية خفض حمض اليوريك، أو أدوية تمنع امتصاص الكالسيوم الزائد، وهذا النوع من علاج حصوات الكلى يستخدم غالبًا لتقليل تكون الحصوات مستقبلًا وليس لإزالتها مباشرة

• التفتيت بالموجات التصادمية

ويعد من أكثر الطرق شيوعًا، ويتم استخدامه عن طريق جهاز خارجي يوجه موجات صوتية نحو الحصوة لتفتيتها إلى أجزاء صغيرة تخرج مع البول، وهذا النوع من علاج حصوات الكلى مناسب لحصوات الحجم المتوسط (5–20 مم)

• التفتيت بالليزر أو المنظار

ويستخدم في حالة فشل التفتيت الخارجي، أو إذا كانت الحصوة كبيرة أو في مكان يصعب الوصول إليه، ويقوم الطبيب بإدخال منظارًا رفيعًا عبر مجرى البول أو الجلد ويستخدم ليزر عالي الدقة لتفتيت الحصوة

• العمليات الجراحية

نادرًا ما يتم استخدامها، وهي مخصصة للحصوات الكبيرة جدًا، أو الحالات التي تتكرر فيها الإصابة مع وجود تشوه في مجرى البول، وتشمل الجراحة عبر الجلد أو الجراحة المفتوحة

وفي النهاية، لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع، بل يحتاج المريض إلى تقييم شامل يراعي جميع العوامل، للوصول إلى خطة علاج مخصصة تحقق أفضل نتائج بأقل تدخل ممكن

متى تكون حصوات الكلى خطيرة على الصحة العامة؟

ليست كل حصوة في الكلى تشكل خطرًا مباشرًا، ولكن بعض الحالات تستدعي تدخلًا عاجلًا لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد وظائف الكلى، أو حتى تؤثر على باقي أعضاء الجسم، والتقييم الطبي السريع في هذه الحالة ضروري لتحديد درجة الخطورة، وتعد الحصوة خطيرة في الحالات التالية:

• إذا سببت انسدادًا كاملًا في الحالب

مما يمنع نزول البول من الكلية، ويؤدي إلى تضخم الكلية أو ما يُعرف بالاستسقاء الكلوي

• عند وجود عدوى بكتيرية مرافقة للحصوة

خاصة إذا ظهرت أعراض مثل ارتفاع حرارة شديد، قشعريرة، وتسارع ضربات القلب، ما قد ينذر بتسمم في الدم

• في حالة وجود حصوة في الكليتين معًا

لأن ذلك يزيد من خطر الفشل الكلوي إذا حدث انسداد في كلا الجانبين

• إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع دون تحسن

مثل الألم الشديد، أو وجود دم في البول، أو عدم القدرة على التبول

• عند تكرار الإصابة بحصوات الكلى في فترة قصيرة

ما يدل على وجود خلل مزمن في التمثيل الغذائي أو تركيب الجهاز البولي

• عند إصابة مريض مزمن مثل مريض السكري أو الضغط أو الكلى

فهؤلاء المرضى يكونون أكثر عرضة للمضاعفات، وأقل تحملًا للعدوى أو الانسداد

• إذا تسببت الحصوة في تدهور سريع في وظائف الكلى

مما يعني أن الكلية بدأت تفقد قدرتها على تنقية الدم

والخلاصة هي أن  أي حصوة لا يتم التعامل معها مبكرًا قد تتحول من مشكلة مؤقتة إلى تهديد صحي خطير. لذلك، فإن المتابعة الطبية المستمرة والتدخل العلاجي في الوقت المناسب هما الأساس لحماية الكلى وتفادي الأضرار الدائمة

4. كيفية علاج حصوات الكلى بحسب أنواعها

كيفية علاج حصوات الكلى تتحدد بناءًا على عوامل أساسية، ومنها نوع الحصوة، وذلك لأن كل نوع يتكون لأسباب مختلفة، ويتفاعل بشكل مختلف مع العلاجات المتاحة، ومعرفة نوع الحصوة يتم عادة من خلال تحليل مكونات الحصوة بعد خروجها أو إزالتها، أو من خلال تحليل البول والدم، وإليك الأنواع الرئيسية لحصوات الكلى:

• حصوات الكالسيوم

وهي أكثر الأنواع شيوعًا، وغالبًا ما تتكون من أوكسالات الكالسيوم أو فوسفات الكالسيوم، ويتم معالجتها عن طريق شرب كميات كبيرة من السوائل، وتقليل الأملاح والبروتين الحيواني، وأدوية لتقليل امتصاص الكالسيوم أو الأوكسالات

• حصوات حمض اليوريك

وتظهر عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع حمض اليوريك في الدم أو البول، خاصة مرضى النقرس، وتتم معالجتها عن طريق أدوية لتقليل حمض اليوريك، وتقليل البروتين الحيواني

• حصوات الستروفيت

تعرف أيضًا بحصوات العدوى، لأنها تتكون نتيجة التهابات بكتيرية مزمنة في الجهاز البولي، وغالبًا ما تحتاج إلى تفتيت أو تدخل جراحي، بجانب علاج العدوى بالمضادات الحيوية

• حصوات السيستين

نوع نادر، يحدث بسبب اضطراب وراثي يمنع امتصاص السيستين في الكلى، وتحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء، وأدوية متخصصة لتقليل السيستين، والمتابعة الدورية المستمرة

افضل علاج تفتيت حصوات الكلى

تفتيت الحصوات هو أحد أبرز الحلول العلاجية غير الجراحية التي يلجأ إليها الأطباء في حال كانت الحصوة لا يمكن خروجها طبيعيًا، لكنها لا تزال في نطاق الحجم الذي يمكن التعامل معه دون جراحة، لذلك فاختيار افضل علاج تفتيت حصوات الكلى يعتمد على حجم الحصوة، صلابتها، موقعها، وتوفر التقنية في المركز الطبي

أما أبرز خيارات تفتيت حصوات الكلى هي:

• التفتيت بالموجات التصادمية

• التفتيت بالليزر عبر المنظار

• التفتيت الهوائي أو الكهربائي

افضل علاج تفتيت حصوات الكلى… هل يختلف باختلاف الحالة؟

افضل علاج تفتيت حصوات الكلى يختلف باختلاف كل حالة، ويتحدد على حسب حجم الحصوة وموقعها، وبحسب هذا التصنيف فإن افضل علاج تفتيت حصوات الكلى يكون كالتالي:

• للحالات البسيطة والمتوسطة: الموجات التصادمية خيار ممتاز

• للحالات المعقدة أو الحصوات الكبيرة أو المتكررة: الليزر هو الأفضل غالبًا

• ولحالات نادرة جدًا أو عند فشل الوسائل السابقة: يتم التفكير في الجراحة أو التفتيت عبر الجلد

واختيار التقنية المناسبة يتم فقط بعد تقييم الطبيب لحالة المريض، نتائج الأشعة، وتحليل مكونات الحصوة

عملية تفتيت حصوات الكلى بالمنظار

عملية تفتيت حصوات الكلى بالمنظار تعد من أكثر الإجراءات الطبية فعالية للتعامل مع الحصوات التي يصعب تفتيتها بالموجات، أو تلك التي توجد في أماكن يصعب الوصول إليها خارجيًا، وتعتبر عملية تفتيت حصوات الكلى بالمنظار، من الوسائل الآمنة والناجحة، وتستخدم على نطاق واسع داخل السعودية وحول العالم، ويوصي بها الطبيب في الحالات الآتية:

• عملية تفتيت حصوات الكلى بالمنظار تصلح إذا كانت الحصوة أكبر من 1.5 سم ولم تستجب للعلاج التحفظي أو التفتيت الخارجي

• في حال وجود حصوات متعددة أو متكررة

• إذا كانت الحصوة في الحالب السفلي أو قريب من المثانة

• إذا كانت الحصوة مصحوبة بانسداد بولي أو ألم شديد لا يستجيب للمسكنات

• عند وجود خلل في تركيب الجهاز البولي (مثل ضيق الحالب أو تشوه الكلية)

عملية ازالة حصوات الكلى

رغم التقدم الكبير في تقنيات التفتيت غير الجراحي، إلا أن بعض الحالات لا تستجيب لتلك الوسائل، مما يجعل عملية ازالة حصوات الكلى جراحيًا هي الخيار الوحيد الآمن والفعال للحفاظ على وظائف الكلى ومنع تفاقم الحالة

والحالات التي تتطلب عملية ازالة حصوات الكلى جراحيًا هي:

• وجود حصوة كبيرة جدًا (أكبر من 2 سم) أو متعددة داخل الكلية

• فشل التفتيت بالليزر أو الموجات في تكسير الحصوة

• انسداد شديد في الحالب لا يمكن حله بالتفتيت

• حصوة مرتبطة بتشوه خلقي في الكلية أو الحالب

• حصوة مصحوبة بعدوى بكتيرية مستمرة أو خراج كلوي

• حصوة مرجانية الشكل تملأ حوض الكلية وتمتد إلى الفروع، وهي من أصعب الأنواع في العلاج

أما أنواع العمليات الجراحية المستخدمة فهي:

• جراحة الكلية عبر الجلد

• الجراحة المفتوحة

• الجراحة بالمنظار من خلال الحالب أو المثانة

علاج حصوات الكلى بالشعير…هل هو بديل فعال؟

في السنوات الأخيرة، ازداد الحديث عن علاج حصوات الكلى بالشعير كأحد الوسائل الطبيعية المكملة للعلاج الطبي، ورغم أن علاج حصوات الكلى بالشعير لا يتم تصنيفه كبديل للعلاجات المعتمدة طبيًا، إلا أن له دورًا فعالًا في دعم وظائف الكلى وتحفيز إدرار البول، مما قد يساعد في الوقاية من تكون الحصوات الصغيرة أو تسهيل خروجها طبيعيًا

ورغم القدرات التي يتمتع بها علاج حصوات الكلى بالشعير، إلا أنه لا يغني عن التدخل الطبي لـ علاج حصوات الكلى ولا ينصح بالاعتماد عليه وحده دون استشارة الطبيب

تجارب المرضى في علاج حصوات الكلى… هل يمكن الاعتماد عليها؟

العديد من المرضى يبحثون على الإنترنت عن تجربتي الناجحة مع علاج حصوات الكلى، سواء بدافع الفضول أو الرغبة في اختيار علاج تم تجريبه قبل ذلك، لكن ورغم أن مشاركة التجارب الشخصية قد تبدو مفيدة، إلا أنها ليست دائمًا مرجعًا علميًا يبنى عليه قرار طبي، لأن كل حالة تختلف تمامًا عن الأخرى، ولكن يمكن استخدام هذه الحيلة في:

• في فهم طبيعة الأعراض وكيفية التعامل معها نفسيًا

• في تكوين فكرة عامة عن خطوات العلاج والتعافي

• في طرح الأسئلة المناسبة على الطبيب بناءً على تجارب حقيقية

نصائح طبية بعد علاج الحصوات لتفادي التكرار

بعد علاج حصوات الكلى، سواء بالتفتيت أو الجراحة أو حتى الخروج الطبيعي للحصوة، تبقى مرحلة ما بعد العلاج مهمة للغاية، لأن الكثير من المرضى يصابون بنفس الحصوة مجددًا خلال 5 سنوات إذا لم يلتزموا بالإرشادات الوقائية، ولهذا يوصي الأطباء بعدد من النصائح الأساسية لتفادي تكرار الإصابة، ومنها:

الإكثار من شرب الماء يوميًا

• الحفاظ على ترطيب الجسم ويمنع تركز الأملاح والمعادن في البول

• ينصح بتوزيع كمية الماء على مدار اليوم وليس شرب كميات كبيرة دفعة واحدة

الالتزام بنظام غذائي متوازن

• التقليل من البروتين الحيواني والملح

• الإكثار من الخضروات، وخاصة المحتوية على مضادات أكسدة طبيعية

ممارسة النشاط البدني المنتظم

• يساعد في تحسين تدفق الدم للكليتين وتحفيز التبول المنتظم

• يقلل من خطر تكرار الالتهاب البولي

إجراء فحوصات دورية للبول والكلى

• تحليل البول للكشف عن الأملاح أو وجود دم بسيط

• عمل أشعة صوتية أو سونار كل 6 أشهر على الأقل لمراقبة أي تجمع جديد

المتابعة مع الطبيب المختص

• خاصة في حالة وجود تاريخ عائلي للحصوات

• أو إذا كانت الإصابة الأولى شديدة أو معقدة

الالتزام بالأدوية الموصوفة بعد العلاج

• مثل أدوية حمض اليوريك، أو موسعات الحالب، أو مدرات البول، حسب نوع الحصوة

التعرف على السبب الجذري للحصوة

• قد يطلب من المريض الاحتفاظ بالحصوة بعد خروجها لتحليلها

• يساعد ذلك الطبيب في تحديد العلاج والوقاية الأمثل للمستقبل

متى يجب زيارة الطبيب بعد العلاج؟

• بعد شهر من العلاج أو التفتيت

• عند استمرار الأعراض بعد التفتيت أو الجراحة

• إذا ظهرت أعراض جديدة غير معتادة

• في حال وجود دعامة داخلية

• عند التحضير لتحليل الحصوة:

• بعد إخراج الحصوة أو إزالتها

وفي النهاية لا تدع آلام حصوات الكلى تقيد يومك، لأننا في مجمع الدوحة الطبي، نوفر لك أحدث تقنيات العلاج تحت إشراف نخبة من المتخصصين، مع متابعة دقيقة ونتائج مضمونة، بادر بحجز استشارتك اليوم وابدأ طريقك نحو التعافي بثقة